شفرة "شاهين شى حا " لن تندم على قراءتها

شفرة "شاهين شى  حا " لن تندم على قراءتها







جاء الروائى القدير "دان براون" إلى مصر ... أهلاً وسهلاً .... ولمن لا يعرف فإن "دان براون" هو مؤلف الرواية الشهيرة "شيفرة دافنشى" وهى من أكثر الروايات مبيعاً فى العالم ومعظم رواياته تم تحويلها إلى أفلام سينمائية حازت إعجاب المشاهدين ، وعندما جاء "دان براون" إلى مصر فكر فى كتابة رواية معجزة تحت إسم ( شفرة "شاهين شى" حا ) ورغبة منا فى إحراز سبق صحفى عالمى فإننا سنسبق الكاتب "دان براون" وسنقدم إليكم
 ملخص الرواية قبل أن يخط فيها الكاتب سطراً واحداً وهاكم الرواية.







(على شاشة قناة "السويس" التلفزيونية ظهر فجأة وعلى حين غرة تسجيل لرجل غامض يضع قناعاً أسوداً على وجهه حيث تظهر خلفه لوحة زيتية مكتوباً عليها بخط واضح "كونفشيوس طوق الحمامة قلعة برج أ ب خ خ م "ثم تنحنح الرجل المقنع وكانت نحنحته من باب الأدب لأنه سيظهر على أقوام يشاهدونه من خلال التلفزيون وقد لا يكون أحدهم مستعداً أو جالساً جلسة محتشمة ، وبصوت جهورى أجش قال المقنع: نحن جماعة سرية إسمها "البيروقراطية" وقد إستطعنا إختراع سلاح جبار سيبيد ثلاثة دول من على الوجود ، وقد زرعنا هذا السلاح فى أماكن سرية فى هذه البلاد الثلاثة ولن يستطيع أحد الوصول إلى الأماكن التى زرعنا فيها هذا السلاح المدمر إلا بعد أن يتمكن من حل الرموز المكتوبة فى اللوحة الزيتية التى تظهر من خلفى وذلك فى خلال أسبوع من الآن ، ثم نظر المقنع إلى جهاز كومبيوتر بجانبه وربت على ظهر الجهاز كما يربت على ظهر فرسه وإبتسم إبتسامة عريضة ثم تلاشت الصورة من على شاشة القناة.






وسرعان ما تناقلت وكالات الأنباء هذا الخبر الرهيب وظهر الفزع فى جميع بلاد العالم وبدأ المفكرون الإستراتيجيون فى تحليل هذا الخبر عبر شاشات التلفزيون ، فقال الأستاذ "فايز السمان" المحامى المتخصص فى الجماعات الإرهابية إن هذا المقنع ينتمى إلى جماعة "كوكو واوا" الإرهابية وهى الجماعة التى نشرت أنفلونزا الطيور فى العالم وقال الأستاذ "بهاء رشوان" المحلل الإستراتيجى فى جريدة أبو الهول إنها جماعة "بنما للنقل البحرى" وهى اكبر جماعة مارست إرهاباً بحرياً عن طريق إغراق السفن فى البحر الأحمر.






وبينما العالم منشغل بتحليل الخبر بدأت الأجهزة الأمنية فى التحرك السريع لمواجهة هذا الخطر العالمى ، فقام الإنتربول الدولى بإستدعاء مستر "شاهين" وهو بروفسور شهير حاصل على أعلى الشهادات العلمية فى مجال دراسة الرموز وتحليلها ، حيث حصل على "شهادة" محو الأمية من جامعة أسيوط ، و"شهادة" حسن سير وسلوك من إثنين موظفين و"شهادة" إستثمار البنك الأهلى فئة المائة جنيه ، كما سبق له أن ساهم بشكل فعال فى حل فوازير رمضان منذ عشرة أعوام ، وما أن جلس مستر شاهين فى مكتب مدير الأنتربول الدولى ليشاهد تسجيلاً لشريط التهديد سالف الذكر حتى صدرت منه إبتسامة عريضة وقال: من خلال دراستى للعديد من اللغات الحية والميته أؤكد لكم يا سيادة مدير الأنتربول أن الدولة المستهدفة الأولى هى دولة الصين ... وهنا فغر مدير الإنتربول فاه وقال له : كيف عرفت بحق الجحيم هذه المعلومة الخطيرة .... وهنا أومأ مستر شاهين برأسه قائلاً : كونفشيوس هذا يا سيدى هو أحد فلاسفة الصين وله تمثال هناك فهيا بنا إلى الصين حتى لا يضيع منا الوقت.






وفى خلال ساعات كانت الطائرة تهبط فى مطار "بكين" حيث أسرع مستر شاهين ومعه مدير الأنتربول فى ركوب سيارة تاكسى وباللغة الصينية قال مستر شاهين للسائق: كوكى ماكى بويا بويا ، وهنا فغر مدير الأنتربول فاه وقال له: ماذا قلت له بحق الجحيم.






فضحك مستر شاهين ولم يعقب ، وبعد نصف ساعة توقفت السيارة عند تمثال كونفشيوس حيث أسرع مستر شاهين إلى أسفل التمثال فوجد كارتاً ممغنطاً وبجواره جهاز كومبيوتر حديث فوضع مستر شاهين هذا الكارت فى جهاز الكومبيوتر فظهر على الشاشة عبارة "تم إبطال مفعول السلاح المدمر فى بلاد الصين" وهنا عقد مستر شاهين مؤتمراً دولياً لإعلان هذا النصر المدوى ، وتجمع شعب الصين كما يتجمع النمل وطلبوا من مستر شاهين أن يُدخل فى جهاز الكومبيوتر مشاكل الصين لتحديد المدة الزمنية اللازمة لحلها ، فخرجت إجابة الكومبيوتر بأن مشاكل الصين لن يتم حلها إلا بعد خمسين عاماً ، وهنا أصيب الشعب الصينى بإلاحباط وإنفجر فى البكاء.






وعقب ذلك صرح مستر شاهين للصحافة بأن الدولة الثانية المستهدفة من الإرهاب "البيروقراطى" هى دولة أسبانيا ، ثم أكد أن سبب معرفته بإسم الدولة هو عبارة "طوق الحمامة" التى كانت مكتوبة فى اللوحة الزيتية التى ظهرت خلف الإرهابى المقنع ، إذ أن "طوق الحمامة" هى إسم كتاب ألفه "إبن حزم الأندلسى" وهو من الأندلس التى كانت حاضرة الخلافة الإسلامية فيما مضى ثم فرط فيها المسلمون فأصبحت أسبانيا الأوربية.






وعلى الفور إستقل مستر شاهين ومدير الإنتربول طائرة خاصة هبطت بهما فى مطار "مدريد" وبسرعة البرق قفز مستر شاهين فى أتوبيس متهالك مكتوب عليه "مدريد – قرطبة" حيث نهب الأتوبيس الأرض نهباً إلى حيث مدينة قرطبة ، وهناك سأل مستر شاهين رجلاً كهلاً عن شارع "إبن حزم" فأشار له الرجل الكهل إلى شارع جانبى فعبر مستر شاهين ومعه مدير الإنتربول "الإفريز" مترجلين إلى إن وصلا للشارع المقصود ، وفى وسط الشارع أخذ "حلال الألغاز" يمعن النظر ويمد البصر ثم إذا به يقفز قفزة عالية وكأنه "دروجبا" لاعب الكرة الشهير فى فريق كوت ديفوار ثم يقول فى صيحة مدوية: ياإلهى إن الحل هو فى الشجرة التى فى نهاية هذا الشارع لأنها شجرة قديمة شهدت شموخ الدولة الإسلامية فى الأندلس ثم إستمرت يانعة فى ظل أسبانيا الأوربية ، وتحت الشجرة المعنية وجد مستر "شاهين" كارتاً ممغنطاً وبجواره جهاز كومبيوتر وما أن وضع الكارت فى الجهاز حتى ظهر على الشاشة عبارة "تم إبطال مفعول السلاح المدمر فى أسبانيا".






وفى المؤتمر الصحفى طلب الشعب الأسبانى من مستر شاهين مخاطبة الكومبيوتر لمعرفة كم من الوقت سيمر إلى أن يتم حل مشاكل أسبانيا ، وعندما أخبرهم الكومبيوتر أن ذلك يتطلب مائة عام ... هنا إنفجر الشعب الأسبانى فى البكاء.






وعقب ذلك قال مستر شاهين للصحافة أن الدولة الثالثة هى مصر وأنه عرف ذلك من عبارة "القلعة والبرج" المكتوبة فى اللوحة الزيتية التى ظهرت خلف الإرهابى , وفى مصر تلك الدولة العامرة أم الدنيا هبطت الطائرة فى مطار القاهرة ، وبعد أن تكسرت عظام مستر شاهين ومدير الإنتربول بسبب المطبات التى وقع فيها التاكسى الذى أقلهما من المطار ... أخذ مستر شاهين يبحث فى قلعة محمد على عن كارت ممغنط أو جهاز كومبيوتر وعندما لم يجد شيئاً ذهب إلى برج الجزيرة وفشل أيضاً فى مسعاه إلا أن الشحاذين أطبقوا عليه الخناق وكادوا أن يزهقوا أنفاسه ، وبسبب العناية الإلهية خرج مستر شاهين سليماً إلا أنه فوجئ ببكاء ونحيب الناس فى بعض شوارع القاهرة ، وعندما سأل عن السبب عرف أن أكثر من ألف مصرى غرقوا فى البحر الأحمر بسبب إهمال وزارة النقل المشرفة على العبّارات التى تقل المصريين من وإلى السعودية!!! ، ولأن الوقت كان يمر ولأن التهديد كان على وشك أن يحقق نتيجته حيث تزول دولة مصر إلى الأبد أخذ مستر شاهين يفكر حيث هداه تفكيره إلى أن يفتح جهاز التلفزيون المصرى فوجد وزير الصناعة وقد عقد مؤتمراً صحفياً للحديث عن النهضة الصناعية المصرية ، ولفت نظره أن الوزير كان يرتدى معطفاً إنجليزياً وكرافته فرنسية وحذاءاً إيطالياً ويتكئ على مكتب تم إستيراده من أسبانيا ويتحدث عبر ميكروفون تم صناعته فى الصين حيث يقول للصحفيين "إن الصناعة المصرية بخير" وبجواره كان وزير الإقتصاد ينفث دخان سيكاره الكوبى وهو يقول بصوت متحشرج : الإقتصاد متهافت .... عفواً التضخم يزيد .... عفواً أقصد الإقتصاد متضخم ... والبطالة ممتازة حيث حصلنا على أعلى إنتاج للبطالة فى العالم ... وعندما غير مستر شاهين القناة إلى قناة أخرى فإذا به يشاهد إمراءة شبه عارية تغنى أغنية عن رغبتها فى الصعود مع حبيبها إلى السطوح وحدهما !!! وتعجب مستر شاهين ترى لماذا ترغب هذه المرأة فى الصعود إلى السطوح ... ثم أطرق ملياً وقال لنفسه إن هذا فى حد ذاته لغز يتطلب منى القيام بحله فى الرواية القادمة ... وفى قناة تلفزيونية أخرى شاهد مستر شاهين مجموعة من الأشخاص يتحدثون عن إمرأة ضاجعها أحد الممثلين وأنجب منها طفلة صغيرة وهنا علم مستر شاهين أن الشعب المصرى قد شغل تفكيره عبر شهور الحمل لحل مشكلة هذه المرأة البائسة !!! وشاهد مستر شاهين والد هذه المرأة وهو يتحدث عنها بكل فخر حيث كان يقول: أنا لم أغضب من إبنتى إلا لأنها ضاجعت هذا الممثل دون علمى !! دا حتى مايصحش!! وفى قناة أخرى شاهد رجلاً يتحدث بثقة عن أنه لا توجد مشاكل فى مصر وأن مصر أم الدنيا وعرف ساعتها أن هذا الرجل ينتمى إلى حزب أسمه حزب الوطنيين.






وهنا أغلق مستر شاهين جهاز التلفزيون وقرر أن يبحث عن حل اللغز فى جامعة القاهرة .. وهناك عرف أن التعليم المصرى وصل إلى أسوأ مستوياته ، فهرع خارج الجامعة ذاهباً إلى مدرسة ثانوية للبنات فوجد المعلمة تقوم بتقشير البصل وكان يشاركها فى تخريط الملوخية وتقميع البامية الطالبات النابهات ، وفى الريف المصرى وجد مستر شاهين الفقر وقد أمسك بتلابيب الناس حتى أصبحت وجوههم صفراء شديدة الشحوب ، ومن داخل الأحياء الشعبية أدرك الرجل أن الناس لا يأكلون إلا وجبة واحدة فى اليوم وباقى الوجبات يتناولونها من صناديق القمامة ، ونظر مستر شاهين إلى الذعر الذى أصاب المصريين من أنفلونزا الطيور ولكنه فى ذات الوقت سمع قهقهات الفقراء الذين قالوا "لم نأكل الطيور طوال عمرنا ... هيا شاركونا أيها الأغنياء فى هذه المقاطعة الإجبارية".






وعرف مستر شاهين أن هناك مباراة نهائية فى كرة القدم ستخوضها مصر ضد دولة إفريقية فى إستاد القاهرة ، وهنا أسرع "حلال الألغاز" ليحجز تذكرة للمباراة إلا أنه لم يستطع شراءها إلا من السوق السوداء ، وأثناء المباراة سمع مستر شاهين هتافات متعددة من شعب بائس وفقير وفرحان فى ذات الوقت .... وإذا بهتاف يخرق أذن مستر شاهين وكان هذا الهتاف هو "إحنا الفراعنة"!!! وكما فعل "فيثاغورس" هتف مستر شاهين ... وجدتها .. وجدتها .... إذ أن كلمة الفراعنة أوحت له أن عبارة "أب خ خ م " الموجودة فى اللوحة الزيتية التى ظهرت خلف الإرهابى المقنع تعنى ... "أب" أى أبو الهول .... "خ" هرم خوفو ..."خ" هرم خفرع .... "م" هرم منقرع ... فأسرع مستر شاهين ومعه مدير الإنتربول لينقذا مصر من خطر السلاح الإرهابى ، ولكن إشارات المرور ومظاهرات الشعب الذى فرح بالإنتصار فى مباراة كرة القدم عطلتهما ..... ورغم الإتصال بالنجدة إلا أن أحداً لم يلتفت لهما ، وهنا نظر مستر شاهين فوجد حماراً يجر عربة كارو فأسرع ومعه مدير الإنتربول فى ركوب الحمار حيث أخذ حلال الألغاز يقول للحمار "شى حا" .... "شى حا"....... وهنا فغر مدير الإنتربول فاه وقال له: ماذا قلت له بحق الجحيم .... فنظر إليه مستر شاهين بإبتسامة ساخرة ولم يعقب ، وبأنفاس لاهثة وصل مستر شاهين لقاعدة تمثال أبو الهول حيث وجد "شفرة حلاقة" وبجوارها جهاز كومبيوتر وارد الصين فوضع مستر شاهين شفرة الحلاقة داخل الجهاز فظهر على الشاشة عبارة "إبقوا قابلونى لو تم إبطال السلاح المدمر" وهنا تجمع الشعب المصرى بأسى وحزن شديد وطلبوا من مستر شاهين سؤال الكومبيوتر عن الفترة الزمنية التى يستغرقها حل مشاكل مصر ... وهنا إنفجر الكومبيوتر فى البكاء)