أشعة ليزر وراء صورة "العذراء" بكنيسة الوراق



أشعة ليزر وراء صورة "العذراء" بكنيسة الوراق
شف عدد من شهود العيان أنه لا صحة للرواية المزعومة عن ظهور السيدة مريم العذراء على منارة كنيسة مصرية الأسبوع الماضي، مؤكدين أن الأمر مجرد "أكذوبة" كي تحول الكنيسة إلى مزار سياحي.

وقال سكان المنطقة المحيطة بكنيسة العذراء بالوراق لبرنامج "العاشرة مساء" على فضائية "دريم" المصرية إن الأمر يتعلق باستخدام التكنولوجيا في عملية الإيحاء بظهورها.
وأضافوا أنه تم استخدام شعاع ليزر صوب أعلى الكنيسة به صورة للسيدة العذراء في ثوبها الأزرق، وقد ظل المشهد لمدة دقائق ثم اختفى.
أما عن الحمام الطائر الذي ظهر أعلى الكنيسة، فقال أحد الأطفال: "نحن الذين طيرنا الحمام بأنفسنا".

خرافة ذات دلالة سياسية:
وكان مثقفون أقباط قد أجمعوا الأسبوع الماضي على إنكار الظهور المزعوم، مؤكدين أن
للحدث دلالات أخرى من بينها دلالة "سياسية".

وفسّر الباحث والكاتب القبطي الدكتور رفيق حبيب، الظهور المزعوم للسيدة مريم العذراء بأنه ذو دلالة تعكس الحاجة للإحساس بالدعم الروحي والمعنوي من قبل الجماعة القبطية عمومًا، أو طائفة من طوائفها، في إشارة إلى الكنيسة الأرثوذكسية التي أشاعت ظهور العذراء رغم تكذيب ذلك من الطوائف المسيحية الأخرى، بل ومن مصادر بالكنيسة ذاتها.
وقال حبيب : إن الجماعة القبطية تنظر إلى هذا الظهور المزعوم بأن هناك يدًا من السماء تسندها، وإن هذا يؤكد حاجتها للشعور بهذا الدعم المعنوي، وأن لديها شعورًا ما بالأزمة أو بالمعاناة، وتترجم هذا الاحتياج بدعم معنوي تعتقد أنه يأتيها من السماء.
وتابع: الظهور دومًا مرتبط بأزمة تمر بها الجماعة القبطية أكثر منها أزمة عامة تخص المجتمع ككل، ويأتي الظهور استجابة لها لتخفيف وطأة الأزمة، وهي ظاهرة قبطية المنشأ في الأصل، وفي رأيه فأساس المعجزة إيمان وقناعة شخصية، من يراها ويشهدها هو الذي يؤمن بالمعجزة وإمكانية حدوثها، والكنيسة لا تحب أن تؤيد سريعًا، وهي تخشى أن تجرح مشاعر الناس الطيبة ولذا تظهر حذرة في تصريحاتها.
ظهورات سابقة:
وأثير الظهور المزعوم للسيدة العذراء أكثر من مرة في مصر بنفس الكيفية وبنفس الطريقة والشكل مع اختلاف الأماكن، فقد أشيع أنها ظهرت عام 1968 على منارة كنيسة العذراء بالزيتون (كما هو واضح بالصورة المرسومة المرفقة مع الخبر)، وسنة 1986 على منارة القديسة دميانة بشبرا، وعام 1992 بدير العذراء بأسيوط، إلى أن أشيع ظهورها يوم السبت الماضي على منارة كنيسة العذراء بالوراق، حيث زُعم تجليها على القبة بشكل نوراني وظهور الكائنات الروحانية، التي تتمثل في الحمام، والحديث عن معجزات الشفاء لمن شاهدوا هذا المشهد.
واعتبر حبيب وهو مفكر مصري من الطائفة الإنجيلية، أن الظاهرة واحدة من تجليات ظاهرة التدين في مصر والتي يصاحبها إقامة نوع من التواصل مع القديسين والأولياء الصالحين، وطلب الحصول على الدعم المعنوي أو طلب المعجزة، وحادثة الظهور المزعوم للعذراء مريم نابعة من تصورات وأفكار الجماعة القبطية.
خرافة لخدعة البلهاء:


وعلى النقيض، اعتبرت قيادات الطائفة الإنجيلية، الحديث عن ظهور العذراء فوق كنيسة الوراق "خرافة تضحك بها الكنيسة الأرثوذكسية على البلهاء"، مؤكدة أن هذا الأمر لا أساس له من الصحة، وهذا ما تؤكده المقاطع المصورة التي تم التقاطها إبان "ظهور مجرد ضوء باهر أو فلاشات قوية بواسطة ليزر".






لكن حبيب يفسر ذلك بأن الكنيسة الرسمية الأرثوذكسية تؤمن بأن عصر المعجزات لا يزال مستمرًا، وأن المعجزة تحدث وهى توثقها وتتأكد منها ثم تعلن رسميًا أنها حدثت.






أزمة اجتماعية:






من جهته، قال أكرم حبيب الباحث القبطي ومدير تحرير مجلة "مدارس الأحد": إن هذا الأمر يدلل على أزمة اجتماعية متأصلة بالمجتمع المصري، ومن يؤيد حقيقة الظهور يدعي القول: إنه تأييد من السماء للأزمة التي يمر بها المجتمع، وألمح إلى أن الأمر له دلالة سياسية، فلا يوجد مساحة ما للجوانب الروحية ليس لها بعد اجتماعي أو سياسي، ويكفي إحساس الأقباط بشعور ما "سلبي" في أحداث فرشوط.






وأضاف: الإقبال على الظهور في حد ذاته له دلالة اجتماعية واضحة على تعطش من المجتمع لتدخل السماء لحل مشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشونها.






بدوره، يرى كمال زاخر منسق جبهة العلمانيين الأقباط أن الشغب الحادث والتدافع يعطي انطباعًا بأن هناك احتياجًا للعدالة ويشير إلى القصور في آليات الاجتماع إلى رأي الشارع، فالشعب لم يجد من يسمعه أنينه في الأرض فذهب إلى السماء ومجرد التواصل مع السماء بالنسبة للأقباط يشعرهم بالأمان.






وقد اجتمع آلاف الأقباط يوم الاثنين 14/12/2009 لليوم الرابع على التوالي أمام كنيسة العذراء بمنطقة الوراق بالقاهرة مرددين هتافات: "بص شوف، العذراء بتعمل إيه.. أم النور أهي".. وذلك بعد ظهور أضواء ليزرية على سطح الكنيسة زعم بعض الأقباط أنها السيدة مريم والدة المسيح عليه السلام.






ويرى مراقبون أن هذه الظهورات تتزامن غالبًا مع وقوع حوادث طائفية بين المسلمين والأقباط في مصر، وجاء الظهور هذه المرة بعد أقل من أسبوعين من أحداث مدينة فرشوط بمحافظة المنيا جنوبي البلاد، حيث يقول أقباط: إنهم تعرضوا لاعتداءات "وحشية" من قبل المسلمين بعد اتهام شاب مسيحي بهتك عرض طفلة مسلمة.






لماذا لم يظهر المسيح؟!






من جانبه قلل القس رفعت فكري، السكرتير الثاني لسنودس النيل الإنجيلي (المجمع المقدس الأعلى للكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر)، من الضجة المثارة حول الأمر.






وقال: إن "ظهور العذراء لا يوجد إلا عند الأقباط الأرثوذكس في مصر فقط، وهو أمر مرتبط في البداية بهزيمة العرب في حرب 1967 ورغبة النظام الحاكم وقتها في نشر فكرة مساندة السماء لنا، واختيار العذراء بالذات يرجع إلى إجلال المسلمين والمسيحيين لها على السواء، وإلا لكان من الأولى ظهور المسيح".
مفكره الاسلام